المحتوى الرئيسى

التمسك بمقعد القيادة أطول من اللازم يؤذي الشركات

04/19 03:43

بالنسبة للخبر الذي يقول إن مجلس إدارة "جنرال إليكتريك" كان يلتقي في اجتماعات سرية رسمية لمناقشة ما إذا كان ينبغي أن تكون خدمة رؤسائها التنفيذيين لمدة 20 عاماً، الرد الطبيعي هو: من الشخص المغرور الذي جاء بهذه الفكرة؟

الجواب هو جاك ويلش، الرئيس التنفيذي السابق الذي كثيراً ما ظهر على غلاف مجلة "فورتشن"، وعمل على إرضاء سوق البورصة، الذي تمتع بقيادة "جنرال إلكتريك" لمدة 20 عاماً قبل تنحيه بشكل ذكي في عام 2001، تماماً في الوقت الذي كان فيه كل شيء ينهار. وقد خلفه جيف إيميلت، الجندي الصالح الذي أعاد تشكيل "جنرال إلكتريك" وعكف على عولمتها على مدى الأعوام الـ 13 الماضية، لكنه يقابَل بعدم اكتراث.

بالنسبة لمختصي سياسة "جنرال إلكتريك"، كان موضوع هذا الأسبوع في صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تولّي المنصب الأسطوري لمدة 20 عاماً في "جنرال إلكتريك" (تولى كل من الرئيسين اللذين سبقا ويلش لمدة تسعة أعوام) مليئاً بالمواد الخام. بحسب أحد التفسيرات، هو ببساطة طريقة مبتكرة للإعلان أن إيميلت تعب من العمل بجد، وبدون أي مكافأة من السوق، وأنه مستعد للتنحي. إن أخطار الرئيس التنفيذي الذي يبقى في منصبه لمدة أكثر من المتوقع واضحة ومُوثّقة جيداً. فالرئيس "المعمر" يواصل استراتيجية كانت ناجحة ذات مرة، لكنها أصبحت قديمة، ويسعى للمشورة من مجموعة من العاملين المتذللين الذين يدينون له بوظائفهم، وبشكل ثابت يصبح أكثر عزلة عن زبائن وموردي الشركة.

القضية الحقيقية، الأقل انحرافاً بسبب سياسات مجلس إدارة "جنرال إلكتريك"، هي المدة التي ينبغي للرئيس التنفيذي أن يخدمها. الخطر المعاكس الناتج عن تمترس الرئيس التنفيذي يتمثل في تغيير القادة بسرعة كبيرة فوق الحد، نتيجة التصرف بتهوّر بدافع الحماس لتبنّي تعريف شركات الأسهم الخاصة مصطلح "الأمد الطويل" (وهو ثلاثة إلى خمسة أعوام من الاضطرابات ثم التوجه نحو باب الخروج).

إذا قمتَ بتسلم وظيفة وأنتَ تعلم أنه ربما لديك أقل من خمسة أعوام لتولّيها، سيكون هناك إغراء شديد لعدم تحديد المسار الأفضل على المدى الطويل وإنما القيام بشيء استعراضي. إن زيادة سعر السهم فقط لمدة كافية لجعل خياراتك مربحة، والحصول على الثناء قبل وصول من سيخلفك لإصلاح الأضرار، هي استراتيجية مناسبة لك أكثر مما هي مناسبة للشركة.

هذا النهج لم ينتشر بعد، على الرغم من أن مدة تولي منصب الرئيس التنفيذي تراجعت في الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع "مجلس المؤتمر"، الذي يمثل الشركات، إلى الإعلان بنشوة أن "عمليات المطاردة الحثيثة من المساهمين قد ولت"، حين ارتفعت المدة قليلاً بالنسبة لرؤساء الشركات المدرجة في مؤشر ستاندارد آند بورز العام الماضي. وفي العقد الماضي شهدت الولايات المتحدة تراجعا قليلا عن التمترس، ما جعلها تنسجم مع المعدل الأوروبي.

ووفقاً لاستبيان سنوي من إعداد شركة ستراتيجي الاستشارية، المعروفة سابقاً باسم بوز وشركاه، فإن متوسط المدة لتولّي منصب الرئيس التنفيذي في أكبر 2500 شركة في العالم يبلغ ستة أعوام ونصف عام. وينخفض الرقم إلى 4.8 عام بالنسبة لعدد قليل من الشركات التي تتأثر بنظرة المشترين السلبية وتضطر إلى طرد الرؤساء التنفيذيين بسرعة.

وبالمصادفة تبين أن الرقم 4.8 عام هو أيضاً طول المدة الأمثل لبقاء رئيس تنفيذي في المنصب، وفقاً لدراسة أكاديمية في العام الماضي. فقد تعقبت الدراسة عوائد المساهمين مقابل المدة ووجدت أن أولئك الذين يبقون لمدة تزيد على عقد من الزمن، مثل إيميلت، كانوا من فئة الأغبياء.

يقول إكسومينج لو، وهو أستاذ في جامعة تيمبل وأحد مؤلفي الدراسة، إن الرؤساء التنفيذيين يعانون مفعولا منحرفا: كلما زات مدة بقائهم في المنصب، زادت شعبيتهم بين الموظفين وزاد ابتعادهم عن الزبائن. "تصبح معزولاً عن السوق والأشخاص الذين ترقيهم إلى وظائف أعلى هم أصدقاء، لذلك هم يفقدون الصلة بالسوق، أيضاً".

إن الخطر واضح والسؤال ما المدة اللازمة قبل أن يصاب المنصب بالضمور؟ المشكلة في الحكم على المهارات استناداً إلى عوائد الاستثمار هي أن الرئيس يجب أن يركّز على تحسين الشركة على المدى الطويل، وليس إرضاء الجماهير على المدى القصير. وإذا كان الجواب أقل من خمسة أعوام، فهو السؤال الخطأ. في الواقع، البحث الذي تُبنى عليه دراسة البروفيسور لو، التي وجدت أن الرؤساء التنفيذيين يتطوّرون في وظائفهم لعدة أعوام قبل أن يصبحوا مبتذلين، استخدم مقاييس تشغيلية مثل العائد على الأصول بدلاً من إجمالي عوائد المستثمرين. واستخلصت الدراسة أن المديرين يصلون إلى ذروتهم عند ثمانية إلى عشرة أعوام.

Comments

عاجل