المحتوى الرئيسى

الظواهري يحذر من الاقتتال بين الجهاديين غداة انتقادات غير مسبوقة من «داعش»

04/20 00:55

وفيما لم يتضح إذا كانت المقابلة الصوتية للظواهري والتي بثتها مواقع جهادية أمس قد أجريت بعد كلمة العدناني أو قبلها، رجح المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية «سايت» أن تكون أجريت بين شهري فبراير (شباط) وأبريل (نيسان). ولم يستبعد الظواهري خلالها أن «يكون هناك اختراق من النظام (السوري) لكي يتولى المجاهدون إبادة بعضهم بعضا ويحققوا للنظام بأيديهم ما لم يستطع تحقيقه». وتوجه إلى «كل مجاهد يشارك في قتال إخوانه المجاهدين أو يعتدي على أموالهم وحرماتهم وممتلكاتهم» بالقول: إن «أمر أميرك لا يعفيك من المسؤولية»، مضيفا: «إذا أمرك أميرك بالاعتداء على إخوانك المجاهدين فلا تطعه واطلب منه أن يرسلك إلى الخطوط والثغور التي تواجه فيها العدو البعثي المجرم وحلفاءه الصفويين».

ويأتي بث مقابلة الظواهري غداة دعوة المتحدث باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي نشر على منابر جهادية، المقاتلين في صفوف الجماعات الأخرى إلى تأييد تنظيمه في خلافه مع «القاعدة» وقال إن الأخيرة «لم تعد اليوم قاعدة الجهاد، بل باتت قيادتها معولا لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله».

وتطرق الظواهري إلى الاختلاف في المنهج بين «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، موضحا في هذا السياق أن «منهجنا هو التركيز على أميركا وحلفائها الصليبيين والصهيونيين وعملائهم (...) وترك المعارك الجانبية ومنهجنا الاحتياط في الدماء وتجنب العمليات التي قد تسفك فيها دماء بغير حق في الأسواق والمساجد والأحياء السكنية وبين الجماعات المجاهدة».

وكان العدناني أكد أول من أمس أن «الخلاف بين (الدولة) و(القاعدة) ليس على قتل فلان، أو على بيعة فلان، لكن القضية قضية دين أعوج، ومنهج انحرف بعد أن بات يؤمن بالسلمية، ويجري خلف الأكثرية».

ورد الظواهري، الذي تعد جبهة النصرة ذراعه الرسمية في سوريا، على أن «(القاعدة) رسالة قبل أن تكون تنظيما (...) فإذا شوهنا هذه الرسالة فقد خسرنا حتى لو كنا نتمدد تنظيميا وماديا»، منبها إلى «أننا نقدم لأعدائنا أكبر فرصة لتشويه سمعتنا وفصل الأمة عنا».

ويخوض تنظيم «داعش» منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي معارك عنيفة مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية المسلحة على رأسها جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وتشير إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل نحو أربعة آلاف شخص منذ اندلاع الاشتباكات في شرق وشمال سوريا على خلفية اتهامات واسعة وجهتها كتائب مقاتلة في الجيش الحر إلى تنظيم «داعش» بأنه «من صنع النظام» السوري ويقوم بـ«تنفيذ مآربه»، إثر انتهاكات عدة قام بها، إضافة إلى تشدده في تطبيق الشريعة.

ولعبت المعارك بين التنظيمات الجهادية في سوريا دورا في تعزيز موقع الجيش النظامي الذي حقق في الأشهر الأخيرة سلسلة انتصارات في مقابل توالي مؤشرات الإنهاك في صفوف مقاتلي المعارضة.

ويقول الأستاذ الجامعي والباحث اللبناني المواكب للشأن السوري سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» إن «الصراع بين المجموعات الجهادية حقق هدفين للنظام السوري، الأول، شق صفوف المعارضة، والثاني، تحويل المعركة من ثورة شعب يطالب بحقوقه الأساسية إلى حرب ضد الإرهاب، بعد فشل النظام بتصويرها على أنها حرب طائفية» مذكرا في الوقت ذاته بـ«العقدة الأميركية تجاه الإرهاب وكل ما يتصل به».

ويرى نادر أنه «لم يعد سرا أن بعض المجموعات الإسلامية، في جزء منها، لا سيما (داعش) صنيعة أجهزة مخابرات، وفق ما تبينه تقارير ومقالات من مصادر عدة، تؤكد إطلاق سراح العشرات من المقاتلين في صفوفها من سجون أبو غريب ودمشق». ويبدي في الوقت ذاته أسفه لأن هذه المجموعات باتت بمثابة أرض خصبة لاستقطاب عدد من الشباب العربي في ظل غياب مقاربة جدية لمنظومة السلام بالشرق الأوسط والإخفاق الأميركي. ويوضح أنها تنجح في استقطاب المقاتلين إلى صفوفها مستفيدة من غياب استعداد المجتمع الغربي أو قابليته لحسم الأمور، مستنتجا أن «المعطيات الميدانية الراهنة تؤكد التلاقي بين مكونات عدة لناحية تقسيم سوريا إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الساحلي بيد النظام والجزء الكردي والجزء الخاضع لسيطرة المعارضة وكتائبها».

Comments

عاجل