المحتوى الرئيسى

سماحة مفتي عام المملكة : مع مطلع العام الجديد ” حاسبوا أنفسكم وجددوا توبتكم”

10/31 17:27

حثّ سماحه مفتي عام المملكه رئيس هيئة كبار العلماء واداره البحوث العلميه والافتاء المسلمين الي تقوي الله عز وجل واغتنام الاوقات والتبصر فيما مضي منها داعياً الي محاسبه النفس عن اعماله في عامه الماضي , والتوبه الي الله عز وجل .

وقال سماحته في خطبه الجمعه اليوم في جامع الامام تركي بن عبدالله بالرياض : تمر بنا الايام والشهور والاعوام ونحن في سباتنا غافلون , العمر مهما كان قصيراً او طويلا فانه ايام قصيره وعمر قليل ، خذ من مضي الايام والليالي تبصراً وعضه وان مرور الايام والليالي مراحل تقدمك وتاخرك عن الدنيا وتقدمك الي الاخره وكل يوم يمضي عليك فلن يعود ، قرّبك من الاخره منزله وابعدك من الدنيا منزله ، ايها المسلم .. خذ من انقضاء العام انقضاء العمر ومن مرور الايام مثل سرعه ايامنا بالموت ومن تحول الدنيا ومن تحول الدعوات الي تحول الي مجيء الاخره وانقضاء الدنيا ، وعلي كل منا ان يقف مع نفسه موقفًا محاسبًا ومناقشًا هل كان في عامه الماضي عليه في سعاده واعمال صالحه والقيام بما اوجب الله عليه ؟ وهل كان يحمد الله علي هذه النعمه ويستقيم علي هذه الحال ؟ ام ان هناك تقصير في الواجبات والفرائض وضعف في اداء الواجبات وتقصير في ذلك ؟ فليتب الي الله توبه نصوحا.

واضاف سماحته : اخي المسلم الخطا ممكن من كل منا ، يقول صلي الله عليه وسلم : كلكم خطّاء وخير الخطّائين التوابون ، فكل يوم خطا منا لكن من رحمه الله بنا وفضله واحسانه ان جعل ملجا نلجا اليه وهو التوبه اليه والانابه اليه واستغفاره ليمحو عنا زلاتنا وخطايانا .

واكد سماحته اهميه الوقوف مع النفس ومحاسبتها والتفتيش في مسيرتها قبل ان تحاسب يوم القيامة ، مبينا ان الله جل وعلا خص هذه الامه بان جعل التوبه لها ملجاً من الخطايا والسيئات وجعل توبتها ندمًا واقلاعًا من الذنب وندمًا علي ما مضي وعزماً صادقاً علي ان لا يعود ، والله جل وعلا رحمهم من المعاصي فشرع لهم التوبه فيما بينه وبينهم وذاك فضل الله يؤتيه من يشاء ، واما توبه من قبلنا فكان اذا اخطا المرء خطاً كتبت خطيئته علي بابه فاذا تاب منها محيت خطيئته ، وجعل الله توبه بني اسرائيل ان يقتل بعضهم بعضاً ، .

واوضح ان من فضائل التوبه ان الله وعد بقبولها لمن كانت توبته صادقه نصوحًا ، قال تعالي وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَهَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) , ومن فضائلها كذلك ان التائب الي الله ينال بذلك الفلاح والخير ، قال جل وعلا وَتُوبُوا اِلَي اللَّهِ جَمِيعًا اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}).

واشار سماحه المفتي الي فضائل التوبه وانها سبب لدخول الجنه والنجاه من النار ، قال عز وجل فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ اَضَاعُوا الصَّلاهَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا اِلَّا مَنْ تَابَ وَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَاُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّهَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا).

ومن فضائلها ان الله يبدل السيئات حسنات ، قال الله تعالي الَّا مَنْ تَابَ وَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ? وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) ومن فضائل التوبه ايضا انها خير ، قال جل وعلا فَاِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْراً لَهُمْ).

ومن فضل التوبه اتباعها بالعمل الصالح ، قال عز وجل وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَامَنُوا اِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) وايضاً استغفار الملائكه للتائبين من هذه الامه ،قال تبارك وتعالي (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ امَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَهً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).

ومن فضائلها ان الله يفرح بتوبه عبده اذا تاب اليه اشد فرح من انسان فقد زاده وطعامه وراحلته وعليها زاده وشرابه فلما يئس منها ايقن بالموت ولم يشعر الا وراحلته امامه فاخذ بخطامها وقال : اللهم انت عبدي وانا ربك ، اخطا من شده الفرح.

وقال سماحته : ايها المسلم التوبه الي الله من جميع الذنوب والمعاصي لايستثني منها بل كل الذنوب مهما عظمت وكل الذنوب مهما كثرت فبالتوبه الي الله تمحوها كلها وتبدل سيئاتك حسنات.

اخي المسلم عرض الله التوبه في كتابه الكريم علي كل من انتهك الجرائم فعرضها علي القائلين ” ان الله ثالث ثلاثه او القائلين : ان عيسي بن الله او ان عيسي الله ، وعرض التوبه علي المشركين عُبّاد الاوثان ، وعرضها علي المنافقين الذين اظهروا الايمان بالسنتهم وكفروا بقلوبهم ، وعرض التوبه علي الذين فتنوا المؤمنين وبالغوا في قتلهم , كما عرض التوبه علي مرتكبي كبائر المعاصي والذنوب من الشرك غيره ، كما عرض الله تعالي التوبه علي السارق ، لان السارق ظالم ومعتدٍ واكل للاموال بغير حق ، وعرض التوبه ايضاً علي قطّاع الطريق المحاربين لله ورسوله ، وعرض التوبه علي قاذفي المحصنات بغير حق . وقال لعباده : ( ‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ اَسْرَفُوا عَلَي اَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَهِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ).

واهاب سماحه مفتي عام المملكه بالمسلمين الي المبادره بالتوبه النصوح الي الله من سيئاتهم واعمالهم القبيحه سواء من عقوق للوالدين ، او قطيعه رحم ، او تهاون باداء الصلاه في اوقاتها ، او ممن دخل اليه اموال لايعرف حلها من حرمتها او اموال يعرف حرمتها كالرشوه ، او ممن يغش الناس في بيوعهم ، او ممن تعدي علي الاموال العامه ظلماً وعدواناً ، او ممن تلوث فكرك بتلك الافكار الضاله والدعايات المضلله للذين افسدوا في الارض ويرفعون شعارات يظنون انها تنفعهم وانهم علي اسس اسلاميه ومن دول اسلاميه والله يعلم ما يعلم من اعمالهم مما فيه الشر والبلاء للاسلام فتب الي الله وابتعد عن اتباعهم وانجو بنفسك وبمن تستوجب تخليصه من هذه المكائد الضاله.

وقال :” اخي المسلم ،قد تكون في مرحله شبابك وطيشك ممن اقترف بعض المحرمات او فعل بعض الجرائم فتب الي الله من ذنوبك قبل ان يحال بينك وبين التوبه ، ان الله يقبل توبه العبد ما لم يغرغر ، فلنتب الي الله ولنلجا اليه ولنتب اليه ، فهو جل جلاله الذي يقبل التوبه عن عباده ، ولنستقبل عامنا بجد واجتهاد وعزيمه صادقه ولعل الله ان يعفو عن زلاتنا وخطايانا فانه غفور رحيم.

وافاد سماحه مفتي عام المملكه ان شهر الله المحرم احد الاشهر التي قال الله فيها : ان عده الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعه حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم) ، فشهر الله المحرم هو اول شهور العام كما اتفق الصحابه علي ذلك .

Comments

عاجل