المحتوى الرئيسى

أهالي قرى سد جازان: نتصدى للبعوض بـ"الناموسيات" ومحرومون من "الخدمات" "معيدي": "المتصدع" أصابني بالعمى فعوضوني بـ"سيارة"

12/19 23:30

جازان: حسين معشي، عبدالله سهل 2014-12-20 12:18 AM     

فيفي معيدي سبعيني كفيف، احد سكان القري المطله علي بحيره سد وادي جازان، كان من اوائل المصابين بمرض حمى الوادي المتصدع عام 1421، اذ فقد بصره بسببه.

ويسرد فيفي حكايته لـ"الوطن" بعد ان اصر علي ان يتلمس الكاميرا ليتاكد من اننا صحفيون قائلا: "كنت من اوائل المصابين بمرض المتصدع قبل 14 عاما، الذي اصاب حينها العشرات من سكان قري بحيره سد وادي جازان، اذ كان لانعدام الخدمات الاساسيه دور كبير في انتشار المرض في قري السد".

ويضيف فيفي: افقدني المرض وقتها بصري ولم يتم تعويضي سوي بسياره من نوع "هايلوكس"، وهم يعلمون بانني اصبحت كفيفا لا استطيع القياده، وحينها تم الالتفات الي كل المحافظات والقري في المنطقه بعد المتصدع وتامينها بكل الخدمات ونحن ما زلنا نتقي هجمات البعوض بالناموسيات، وقرانا محرومه من الخدمات الاساسيه بل تم تقليص بعض الخدمات الضروريه عن ذي قبل مثل رش البحيره والقري بالطائرات لمنع تكاثر البعوض".

بعد صمت دام برهه، عاد السبعيني فيفي للحديث مضطجعا علي وسادته ويضرب بيده احدي رجليه ويحرك الاخري حول راسه محاولا تفريق البعوض عن جسمه ومتفاديا لسعاته، قائلا: "مثل رب ضاره نافعه الذي اصبح متداولا في المنطقه بعد ظهور حمي الوادي المتصدع لم ينطبق علي قري "المجعيره وام الدود وابوغباره والمبيت والرنف وباطن الامير وام المعنق" المطله علي سد وادي جازان، فخلال 14 عاما لم يتبدل الحال بل زادت معاناه السكان بسبب غياب الخدمات والتنميه عن قرانا، في الوقت الذي كنا نحلم فيه بايصال ولو بعض الخدمات الاساسيه الي هذه القري التي كان من المفترض ان تكون واجهه سياحيه في المنطقه".

ورصدت "الوطن" خلال جولتها عصر امس وجودا كثيفا لاسراب البعوض علي الرغم من ان الوقت كان عصرا، واضطرار الاطفال الي اللعب عصرا داخل الناموسيات، هربا من لسعات البعوض.

قاسم سفياني احد سكان القري اكد: "انعدام وضعف الخدمات زادا من معاناتنا اليوميه واصبحنا نخشي عوده الامراض وانتشارها في قرانا، فاسراب البعوض تهاجمنا ليلا ونهارا منذ ان اوقفت زراعه جازان الرش بالطائرات منذ فتره طويله والنفايات تتراكم بشكل كبير مهدده السكان بانتشار الامراض واضطررنا الي شراء حاويات نفايات "شبوك" علي حسابنا الخاص للحد من انتشار النفايات في قرانا في ظل الغياب، والشوارع من دون سفلته واناره بل تحول بعضها الي مستنقعات لتوالد البعوض".

واضاف ان مشاريع المياه التي وصلت الي القري الحدوديه لم تصل قرانهم وما زال الحصول علي قطره الماء يشكل هاجسا يوميا للسكان فمصدرهم الوحيد للحصول علي الماء هو شراء الصهاريج "الوايتات" التي لا يعلمون مصدر مياهها وتكلفهم مبالغ طائله وتهدد بانتشار مرض التهاب الكبد الوبائي.

ويوضح موسي معيدي احد سكان قريه المجعيره: "تعاني معظم قري بحيره السد من عدم سفلته الطرق التي توصلها بالطرق الرئيسه، فمعاناتنا مع الطرق الصخريه التي الحقت الضرر بنا وبمركباتنا اسهمت في عدم وصول الخدمات الاخري ونعيش في ظلام دامس بسبب غياب الاناره، وشوارع القري الداخليه تتحول الي مستنقعات في موسم الامطار وتدوم لاشهر، اضافه الي عدم ايصال خدمه الهاتف الارضي وضعف شديد في شبكه الجوال والانترنت، ما تسبب في حرمان ابناء القري من الالتحاق ببرامج التعليم عن بعد في الجامعه".

واستوقف "الوطن" في بدايه جولتها في قري بحيره سد وادي جازان مشهد "محزن" تكرر في اكثر من قريه حيث تحولت مقابر القري الي مراع للحيوانات وطرق للسيارت.

ولدي مرور فريق "الوطن" بجانب مقبره احدي القري لاحظنا وجود قطيع كبير من الماشيه داخل المقبره، حيث كانت ارجل الماشيه تدوس علي القبور في انتهاك لحرمه الموتي، فقررنا التوقف لرصد وتصوير المشهد وابعاد قطيع الماشيه عن القبور فما هي الا لحظات حتي برز لنا شخصان "من مجهولي الهويه" من بين الاشجار يحملان العصي ويركضان تجاهنا وهم يصيحون "لصوص مواشي.. لصوص مواشي"، وعندها اكتشفنا انهما راعيا قطيع المواشي الذي يرعي في المقبره، حاولنا افهامهما باننا صحفيون ولسنا لصوص مواش وان تحويلهما المقبره لمرعي خطا وانتهاك لحرمه الموتي، فما كان ردهما الا نحن نرعي بقطيعنا هنا منذ سنوات ولم ينكر علينا احد. وما هي الا لحظات حتي مر بجانبنا صاحب قطيع الماشيه الذي تعرف علينا واصطحبناه معنا في بقيه الجوله.

من جانبه، بين رئيس المجلس البلدي في محافظه العارضه جبران سحاري ان فرق النظافه لها جدوله اعمال وتمر علي القري بشكل اسبوعي. واكد ان المجلس تلقي شكاوي عده بشان ضعف النظافه والخدمات في بعض القري، مبينا ان سفلته القري وانارتها تخضعان لتوزيع محدد اقره المجلس وستصل السفلته والاناره الي جميع القري.

Comments

عاجل