المحتوى الرئيسى

طهران تعرض على دول الخليج حواراً في سبتمبر

07/29 06:18

يرجَّح ان تشهد الاسابيع المقبله انفراجاً ولو نسبياً في العلاقات الخليجيه ــ الايرانيه، في حال وصول العرض الايراني القاضي ببدء حوار خليجي ــ ايراني في شهر سبتمبر/ايلول المقبل، او قبل ذلك التاريخ حتي، الي خواتيمه السعيده.

اقرا ايضاً: وزير الخارجية السعودي يدين تصريحات ايران "العدوانيه"

فقد علمت "العربي الجديد" ان وزير الخارجيه الايراني محمد جواد ظريف، قدم خلال جولته العربيه التي شملت ثلاث دول خليجيه، عرضاً باطلاق هذا الحوار لحل القضايا الخلافيه بين الطرفين، وهو ما دعا اليه المسؤولين في الكويت وقطر وطلب توجيه هذه الدعوه الي السعوديه، وهي الطرف الاكثر تشددا مع ايران في الوقت الراهن.  "

الحوار المقترح من قبل ظريف، يحمل شعار "طي صفحه الماضي وفتح حوار رسمي لوزراء الخارجيه العرب وإيران"

وتفيد المعلومات بان الحوار المقترح من قبل ظريف، هو علي صعيد وزراء الخارجيه، علي ان يكون تحت شعار "طي صفحه الماضي المليئه بالخلافات وفتح حوار رسمي لوزراء الخارجيه العرب وايران". ماضٍ كانت سمته خلال ثمانيه اعوام، خطاباً متشدداً للرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد.

العرض لم يلق رداً خليجياً رسمياً بعد، لكن الترجيحات تضع كلاً من الكويت وقطر والامارات وسلطنه عُمان، من خلال مراجعه مواقفها، من الدول الداعمه لهذا التوجه الحواري، وهو ما قد يرجح ان تؤدي دوراً ما في الموقف السعودي ازاء الدعوه لناحيه تلبيتها من عدمه.

ويرجح الدبلوماسي السابق في الخارجيه الايرانيه هادي افقهي ان ظريف طرح في الكويت والدوحه مبادره من هذا النوع، فقال انه قدم مقترحا يدعو بدايه الي ترميم العلاقات الثنائيه مع الرياض، "وهي العلاقات التي توترت بسبب ما جري في البحرين وادخال قوات درع الجزيره الي هناك قبل سنوات، وهو ما رفضته طهران بشده، وعاد وتازم الوضع اثر ازمه اليمن، ومع وجود خلاف ايديولوجي جوهري بين البلدين، لا يخفي علي احد ان كلاً من الرياض وطهران تتزعمان اليوم قطبين مختلفين في المنطقه، كما تكاد مواقفهما تختلف ازاء غالبيه الملفات" علي حد تعبيره.

واضاف افقهي لـ "العربي الجديد" ان الخارجيه الايرانيه تدرك انه لا يمكن للبلاد ان تلعب الدور الذي تريده او التعاون مع بقيه الاطراف اذا لم تتقارب مع السعوديه اولاً، قائلا انه لا يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي ان تفضل التقارب مع ايران علي حساب علاقاتها مع الرياض، وعلي هذا الاساس تتحرك مبادره ظريف نحو توجيه دعوه للسعوديه الي طاوله حوار ايراني خليجي ستبحث، في حال تمت الموافقه علي الدعوه، قضايا خلافيه عده مستقبلا، مشيرا الي ان "الحوار يعني التقارب والتفاوض"، ومعتبرا انه "من المبكر الحديث عن صفقات او مقترحات نوعيه في الوقت الراهن". وتوقع الدبلوماسي نفسه ان تستفيد طهران من اتفاقها النووي مع الغرب عبر المشاركه بطرح حلول لما يجري في العراق واليمن بالدرجه الاولي، فضلا عما يجري في كل من سوريه والبحرين وحتي لبنان، "لكن هذه الملفات سترتب حسب الاولويه وحسب المعطيات، فضلا عن ان طهران ستسعي الي طرح سيناريو تشكيل تحالف اقليمي لضرب الارهاب"، قائلاً ان ايران "ستنتظر الرد علي مبادرتها ولكن يبقي المحدد الاول الذي قد يواجه هذه الرغبه متعلقا بالرياض". "

الخارجيه الايرانيه تدرك انه لا يمكن التعاون مع بقيه الاطراف اذا لم تتقارب مع السعوديه اولاً

يبدو جليا ان الدبلوماسيه الايرانيه وضعت سياسه التوجه نحو المنطقه علي راس اولوياتها، وهو ما اكده المسؤولون فور التوصل لاتفاق نووي، اذ تحدث رئيس البلاد حسن روحاني كما وزير خارجيته ظريف، عن ضروره ان تلعب ايران دورا ايجابيا في عدد من القضايا عبر التعاون مع الاطراف الاقليميه والدوليه، وجوله ظريف الاخيره تصب في السياق نفسه.

يقرا المحللون في زياره ظريف للكويت وقطر تحديدا توجها نحو الاطراف الاقل تشددا تجاه طهران، اما في العراق فكان الارهاب العنوان الرئيس الذي شغل الوزير في محطته الثالثه، حيث التقي بابرز المسؤولين هناك، فاجمعوا بدورهم علي ضروره التعاون مع طهران، وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال لقائه بظريف ان "تعاون ايران مع العراق وتركيا والدول الخليجيه بات ضروريا لتحقيق استقرار المنطقه".

كما اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضروره التعاون بما يصب في مصلحه العراق والمنطقه ككل، فيما اكد وزير الخارجيه ابراهيم الجعفري، جهوزيه بلاده لتاديه دور ايجابي في القضايا الاقليميه والقضاء علي الارهاب.

وفي الوقت الذي اجمع فيه المسؤولون العراقيون علي ان الاتفاق النووي الايراني سيحقق الفائده لقضايا اخري، اكد ظريف انه يحمل "رساله للجيران في المنطقه تدعو الي اطلاق حوار يلغي سوء التفاهم بين طهران والاخرين"، قائلا انه "ليس لدي ايران اي مشكله مع الجيران" معتبرا ان اختلاف وجهه النظر الايرانيه بخصوص ما يجري في سوريه والعراق واليمن "لا ينفي ان امن ايران يبقي من امن المنطقه".

وسائل الاعلام الايرانيه تدرك اهميه ما حمله ظريف في جولته، وان لم يكشف عن تفاصيلها، فاعتبرت صحيفه "ايران" الحكوميه في عددها الصادر الثلاثاء ان امل ايران في حل العديد من المشكلات المرتبطه بسياسه البلاد الخارجيه، بات اكبر منذ التوصل لاتفاق نووي.

Comments

عاجل