المحتوى الرئيسى

في فلسطين يتحلون بـ«الصبر» ويأكلونه

07/31 13:18

لا يكاد منزل في بلده “بدرس” الي الغرب من مدينه رام الله، وسط الضفة الغربية، يخلو من فاكهه التين الشوكي، المعروف محلياً بـ”الكوز” او “الصبر”، فهي الثمره حلوه المذاق التي يفضلها الكثير من الفلسطينيين في فصل الصيف

في هذه البلده التي تشتهر بزراعه التين الشوكي، تستيقظ زينب عوض (37عاماً)، كل يوم، عند الساعه الخامسه فجراً، لقطف الفاكهه ذات الاشواك الناعمه المنتشره علي قشرتها الخارجيه، اذ تتخذ عوض التي تعمل مدرسه رياض اطفال (قطاع خاص)، من هذه الفاكهه، باباً لكسب قوتها، خلال العطله الصيفيه.

وتقول عوض للاناضول ”في فصل الصيف حيث العطله المدرسيه، لا اتلقي راتباً، فالجا للعمل في قطف وبيع ثمار الصبر، ليشكل دخلاً خاصاً بي وبعائلتي”.

وبينما كانت منهمكه في قطف ثمار الصبر، بواسطه اله يدويه خاصه، بالقرب من منزل عائلتها، تضيف “الصبر فاكهه صيفيه، لها مذاق حلو، يفضلها الفلسطينيون وخاصه الفقراء بشكل كبير، لتدني اسعارها مقارنه مع الفواكه الاخري”.

وعن سبب قطف الثمار قبل بزوغ الشمس، تُبين زينب ان “وجود قطرات الندي علي الثمار، يمنع تطاير اشواكها الخارجيه”.

ولتنظيف “الكوز” من الاشواك، تستخدم زينب مكانس خاصه، او اغصان شجر الخروب، مرتديه قفازات بلاستيكيه.

ويباع الكيلو الواحد من فاكهه التين الشوكي، بنحو ثلاثه شواكل ( 0.8 دولار الامريكي)، وتختلف تسميتها من بلد لاخر، حيث تجدها في فلسطين وبلاد الشام تسمي بـ”الصبر” او “الكوز”، وفي مصر ”التين الشوكي”، وفي الجزيره العربيه “البرشومي”، وتزرع بطريقه الالواح.

ويعتبر التين الشوكي، نبته من الصبار تنمو في الاماكن الجافه، وهي معمره، ولها قدره علي مقاومه الجفاف، نظراً لسيقانها المليئه بالماء، والتي تعتبر طعاماً مفضلا للابل في المناطق الصحراويه، برغم اشواكها الحاده المنتشره علي سطح النبته.

وتحتوي ثمره التين الشوكي من الداخل علي اللب اللحمي الممتلئ بالبذور الصغيره، اما قشرتها فهي سميكه تحتوي علي مسام كثيره، تنبت في كل منها اكثر من شوكه دقيقه جداً، وناعمه حاده.

وتُعد بردس، واحده من اشهر البلدات الفلسطينيه انتاجاً للصبر، حيث تنتج نحو 5 اطنان في الموسم الواحد الذي يبدا من منتصف يوليو/تموز من كل عام ويستمر نحو ثلاثه اشهر، بحسب عبد الرحمن عوض، احد سكان البلده.

ويقول عوض، الذي يعمل في مجال الاعلام، “بدرس قريه فلسطينيه لا يتعدي عدد سكانها 2200 نسمه، تشتهر بزراعه الزيتون، والصبر، والتين، صادر الاحتلال الاسرائيلي نحو 80% من اراضيها لصالح جدار الفصل العنصري”، ولفت الصحفي عوض، انه “لا يوجد بيت في البلده لا يملك اصحابه اشجار فاكهه الصبر”. ويمكن لزائر بدرس، ان يري اشجار الصبر في شوارعها، وازقتها، ومنازلها.

الحاج عوض خلف (64 عاماً)، احد سكان البلده، يملك 17 دونماً (الدونم يعادل الف متر مربع) محاطه بنحو 500 شجره صبر، ورث هذه الزراعه منذ طفولته.

ويقول خلف للاناضول ”يُعد الصبر بمثابه الجدران التي تحمي الارض من الحيوانات الضاره، والعبث بالمزروعات، وبات ثمره الفلاح الفقير”.

وبينما كان يعمل وافراد عائلته علي وضع ثمار الصبر في صناديق خاصه، قبل بيعها، يتابع خلف حديثه ” في كل موسم، نقطف الثمار، وتباع في اسواق رام الله والقدس، الصبر شجر لا يحتاج للعنايه، ينمو بعد زراعته دون الحاجه للمياه او ايه عنايه اخري، ما يحتاجه فقط هو قطف ثماره”.

Comments

عاجل