المحتوى الرئيسى

سلوكيات السياح في الخارج.. «إذا منت كفو لا تسافر»!

08/16 20:23

    احدثت بعض السلوكيات السلبيه المرفوضه من بعض السياح السعوديين في بعض الدول الأوروبية وتصرفاتهم في الاماكن العامه ردود فعل واسعه هناك، كما كشفت حاجه بعض هؤلاء الذين لا يمثلون المواطن السعودي المنضبط سلوكيا واخلاقيا والمتمسك بتعاليم الدين وبثقافته التي تفرض عليه احترام نفسه اولا ثم احترام قوانين وانظمه وثقافه البلدان التي يزورها، كشفت حاجه هؤلاء وهم فئه قليله لضبط سلوكياتهم حتي لو استدعي الامر لفرض عقوبات او انظمه صارمه تحد وتضمن عدم تكرار ماحدث منهم خصوصا صيف هذا العام والعام المنصرم.

ما يحدث كل صيف بحاجه لحملات توعيه لتعزيز قيم التحضر والسلوكيات الراقيه واحترام انظمه الدول

ووسط الاستنكار الذي جاء كرده فعل هناك تجاه ما سببوه من فوضي وتجاهل الانظمه والقوانين المتعلقه باستخدام المرافق العامه وما سببه هؤلاء من اضرار في الممتلكات العامه والمتنزهات والحدائق، طالبت النمسا والتشيك وبعض ولايات لندن وبريطانيا بتقنين تاشيرات الدخول للسعوديين، حيث نقلت قناه «Idnes.CZ» التشيكيه مظاهر التذمر وعدم الرضا بما قام به السياح السعوديون من تصرفات غير حضاريه والحاق الاضرار بالممتلكات ومخالفات بيئيه حسبما نقلته القناه في بث تلفزيوني وتقرير مصور مؤخرا اثبت تلك التصرفات المشينه وانزعاج التشيكيين، كما شهدت لندن زحاما شديدا من قبل سياح سعوديين اطلقوا ممارسات اثارت غضب مواطنيها وسط انتشار الطرب الخليجي والرقص في الشوارع اللندنيه وامام المحال الشهيره هناك اضافه الي قيام البعض منهم بلبس ملابس غيرلائقه في الاماكن العامه كنوع من لفت الانتباه، كما جاء من تلك الممارسات والسلوكيات المرفوضه قيام البعض بسرقه طيور من حديقه عامه وذبحها واقامه حفل شواء امام الماره، ولم تكن ساحه برج ايفل في باريس ببعيده عما شهدته لندن من سلوكيات مسيئه حيث شهدت ساحه برج ايفل الشهيره تعمير الشيشه امام الماره وسط ذهول الجميع، الي جانب رمي اكوام النفايات والمخلفات في المواقع العامه كما قام مجموعه من السياح في بريطانيا بطبخ الطعام في حديقه الهايدر بارك الشهيره في العاصمه لندن، والاستعراض بالسيارات الفارهه في الشوارع العامه واصدار ضجه همجيه وعشوائيه، حيث اثارت المقاطع المتناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجدل، واعتبرت التعليقات في عدد من المواقع ان تلك التصرفات تسيء للسائح السعودي في نظر سكان تلك الدول ولم يخلُ بعضها من التهكم والسخريه.

وعي السائح يترجم قيمه وثقافته

ويري متخصصون وبعض افراد المجتمع ان سلوك بعض السياح السعوديين بشكل عام في اوروبا يتسبب في اساءه للمملكه، وصوره المواطن العربي الخليجي والمسلم بالخارج، وان النمسا محقه في قرارها بتخفيض عدد التاشيرات السياحيه الممنوحه لمواطني السعوديه، مؤكدين ان السائح او المقيم العربي يلتزم بالقوانين في الخارج بشكل موقت وليس دائما، وما ان يعود الي وطنه يودع تلك السلوكيات الايجابيه، واشاروا الي ان عدم احترام القوانين هو محصله للبيئه المحيطه التي تتساهل فيها السلطه التنفيذيه عن تطبيق القانون بحزم، او استثناء او محاباه اشخاص او جهات من تطبيقه، مؤكدين ان الانسان عندما يعيش في بيئه تحترم تطبيق القانون بشفافيه وحزم فانه سيحترمه.

وشددوا علي ضروره تنشئه افراد المجتمع علي احترام القانون وان نغرس في نفوسهم ان العلم والتحضر ليس بحمل الشهادات ولكن بالسلوكيات الراقيه وقالوا ان مشاركه الناس في صناعه القوانين تجعلهم يحترمونها اكثر وليس شرطا ان تكون عقوباتها مغلظه بل ان العقوبات المغلظه في القوانين احيانا قد تكون احد عوامل فشلها وعدم التزام الناس بها.

وبحسب دراسه متخصصه حول توجهات السفر لعام 2016م احتل السياح السعوديون المرتبه الاولي عالميا في الانفاق خلال هذا العام بحجم انفاق وصل الي 6.6 الاف دولار للرحله الواحده، باجمالي عدد رحلات بلغت سته ملايين رحله سياحيه، كما وصل انفاق السياح السعوديين الي نحو 61 مليار ريال العام الماضي ايضا انفقها قرابه 12 مليون سائح غادروا المملكه علي متون اكثر من 1.8 مليون رحله مغادره، وتعتبر هذه الارقام قياسيه امام الزحام للسعوديين في الدول الغربيه، وامام كل هذا يطالب البعض بفرض قوانين علي السياح السعوديين في بعض الدول الاجنبيه وفق بعض وسائل الاعلام لاصلاح ما افسده رعاياهم في الاماكن والحدائق العامه وهذا امر ينبغي التوقف عنده لدراسه اسبابه.

الهايد بارك وسط لندن شهدت حفلات شواء وسلوكيات سلبيه

وقال مدير عام الهيئه العامه للسياحه والتراث الوطني بمنطقه حائل خالد السيف ان من اخلاقيات المسلم ان يكون سفيرا لدينه وبلده ومجتمعه وحب الوطن يكون بالداخل والخارج وتمثيله خير تمثيل، وان من النعم التي انعم الله بها علينا هو السفر والاطلاع علي معالم الداخل والخارج وان يكون السفر معلما لنا وان نعكس حضاره بلد مثل المملكه، فالسياحه في بلادنا وخارجها لها ضوابط لابد ان نتحلي بها مثل احترام انظمه الدوله والمكان المستضيف، كما نحب ان يقدرنا ويحترمنا ضيوفنا، ونري ان السعودي بالداخل والخارج سفير له قيمه من حضاره بلده، وهذا ديدن الاغلبيه ولكن لكل قاعده شواذ ولا يعول عليها ولا يحتذي بها بل ترفض من الجميع.

بدوره قال سعد الفياض باحث ومستشار تربوي لكل بلد خصوصيته ومكانته ومبادئه التي يعتز بها، والدول كلها تحرص علي الحفاظ علي هذه الخصوصيه وهذه المبادئ بل واحترامها وتقديرها لان السفر في حد ذاته تمثيل لبلاد الحرمين ومهبط الوحي، وملتقي افئده المسلمين، فانت محل القدوه ومحط انظار الاخرين، فكن علي قدر المسؤوليه التي من اعلي مراتبها: (الامانه)؛ فالامانه شيء عظيم، تُصان بها حقوق الله عز وجل، وحقوق الناس، وتُحفظ بها الاعمال من التفريط والاهمال، الامانه وصدق التعامل مع الاخرين؛ هي اجلّ ما يقوم به الانسان في هذه الحياه، وتظهر به ديانته، ويتاكد به ايمانه، وتتجلي فيه قوته وعبقريته، ثم تليها تلك الميزه الفريده التي يتميز بها الانسان الفاضل والمرء النبيل، وعلي قدر منازل الناس وكفاءاتهم تري هممهم ومهماتهم، فما اجمل ان يتصف المرء (بالخُلق الحسن) في اقواله وافعاله ويعامل الناس بالمعامله الحسنه ويلتزم الادب والنظام ويحرص علي ان لا يراه الناس الا في احسن هيئه ويبتعد عما ينتقص شخصيته او يزدري بمروءته، معتزاً بشخصيته، محافظاً علي هويته، ويحترم عاداته وتقاليده، بل ويفتخر بها.

واضاف كم هو جميل ان يكون المرء صادقاً في مبادئه التي يعتقدها ويبتعد عن الازدواجيه في مفهومها وتطبيقها وحريص علي النظام وجمال الطبيعه فالله جميل يحب الجمال واماطه الاذي عن الطريق صدقه، كما يجب ان يعلم المسافر انه لا يمثل نفسه، وانما يمثل بلاداً باكملها لها مبادئها التي تعتز بها، فليكن محلاًً لهذه الثقه.

لافتات توعويه بعد تكرار رمي المخلفات من بعض السياح

واكد عبدالعزيزالغازي عضو المجلس البلدي ان الامم تقاس باخلاقها وافعالها وتعاملاتها انما الام الاخلاق ما بقيت فان همُ اخلاقهم ذهبت ذهبوا، وقال: عجبا لامه كانت مناره ونبراسا وقدوه في كل شيء الي ان اصبحت ممقوته تصرفات بعض من الذين اعابوا علينا تصرفاتهم الرعناء الي ان اصبحت الدول تنادي بملء فيها هيّا اذهبوا لم يعد مرغوب فيكم متسائلا الي اي درجه وصل ببعض من المحسوبين علينا الاستهتار بسمعتنا ودحضها في التراب هنا لابد لنا من وقفه وتامل واصحاح واصلاح للخلل في ما احدثته التصرفات الاخيره من بعض الخليجيين والسعوديين في دول كان يجب ان يكونوا سفراء خير وبركه وسمعه طيبه، وقال: ان حدائقنا ومتنزهاتنا وشوارعنا تعاني من سوء استخدامات بعض مرتاديها بل والعبث الي حد التخريب والاتلاف وسوء الاستخدام وهذا ناتج عن اسباب عده، ثقافه مجتمع وتربيه وضعف الرادع، عدم الاحساس بالمسؤوليه، وضعف الانتماء الوطني وعدم المشاركه المجتمعيه.

واشار المشهور الي ان السياح السعوديين سفراء لنا ناقلون عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا صوره مصغره لمجتمعاتنا وطريقه تعاملنا ان احسنوا فلنا وان اساؤوا فعلينا هم انموذج متنقل ناقل صوره وانطباع فياليتهم يعون ولمسؤولياتهم يعون ويدركون من اساء فليست اساءته عليه وحده بل يجب ان يحاسب ويحرم من السفر كعقاب ولو لسنه كي يدرك اهميه احترام سمعه وطن وثقافه امه.

كما تقول غدير الصقري تربويه ان ترك المخلفات في المتنزهات العامه، ومخالفه الانظمه، وازعاج الجوار، كلها امور لا يمكن القبول بها في اوروبا او غيرها، وهي تعكس صوره سلبيه عن المواطن الخليجي وعن العرب والمسلمين بشكل عام، وتعزز موقف بعض التيارات المعاديه للعرب، وقد يدفع بعض الحكومات الاوروبيه لاتخاذ اجراءات تحد من تدفق السياح الخليجيين؛ كما فعلت النمسا التي ذكرت بعض التقارير الصحفيه ان برلمان ولايه سالزبورغ النمساويه اصدر قراراً بناء علي اقتراح من نواب مدينه زيلامسي يلزم حكومه فيننا بتخفيض عدد التاشيرات السياحيه الممنوحه لمواطني السعوديه والكويت، كما طلب البرلمان من سفارتي النمسا في الرياض والكويت تزويد طالبي التاشيره بكتيبات تشرح الثقافه النمساويه، وقالت: النمسا ليست البلد الاوروبي الوحيد الذي تاذي من تصرفات خارجه من سياح عرب وخليجيين فقد شهدت دوله التشيك مظاهرات ضد الوجود العربي والاسلامي فيها، وذلك للصوره الذهنيه التي تسبب بها بعض العرب والخليجيين، فقد فعلوا كل ما لايمكن فعله وسجلوه بالصوت والصوره، رقصوا علي ايقاع شيلات الابل في افخم شوارع المدن الاوروبيه، وسرقوا البط من المتنزهات ونحروه وطبخوه دون رحمه امام عدسه الكاميرا، اشعلوا القدور علي اطراف البحيرات، وشربوا الشيشه وهم (كاشتين) علي الارض تحت برج ايفل.

تغريده تظهر انزعاج النمساويين من اتلاف السياح للحدائق

وتري الكاتبه سهام العتيبي عضو مؤسسه مشروع في سلم الهدف ان في تنقل الفرد وسفره تغييرٌ بالنفسِ وانفتاحُ بالفكرِ البشريّ لذا فحينما تحتك بالجنسيات المختلفه تتعرف، تكتشف، تكتسب، تتعلم، فانت بمحورٍ دائري تدور حول ذاتك ونطاق المكان الذيّ انتَ بهِ فمثلما تاخُذ تُعطيّ، ومثلما تكتسب يُكتسب منك لانك في قاعده « اعط لتاخذ «، وقالت: سفرك يعني بالاحري انتقالك «بجنسيتك، بثقافتك، بديانتك، بما تُمثل عن ثقافتك الذاتيه الاجتماعيه « فكل فعل لا يُمثلك فقط بل يُمثل دينك وثقافه بيئتك لانك مسلم ولان الاسلام هو الدين الصحيح الذي يتوجب عليك الدعوه اليه قد لا يكون اسلام شخص علي يدك بسبب تحدثك عن الاسلام ودعوته صريحاً، ولكن قد يذهب ويبحث ويدخل الاسلام ليُكتب مسلماً لانهُ راي منك الرقي في تعاملك مع حياتك الشخصيه.

كما اشار ماجد الطريفي اعلامي سعودي واخصائي علم النفس لا شك ان هذه المناظر والتصرفات تعد من المناظر السيئه والتي بعثت رساله للاخر عن مستوي تصرف الفرد، ولا يعني انه لا يوجد تلك التصرفات التي تبعث رساله للاخر تكون ذات طابع حسن مشرف، وما انتشر عن بعض الممارسات الخاطئه من بعض السياح السعوديين يحتاج الي وقفه ودراسه لتصحيح تلك الممارسات وان ثقل الرساله والثقافه خارج البلاد اصعب من داخل بلدك، كونك تمثل بلدك وتربيتك لا كشخصك، مشيرا الي اننا نحتاج وقفه من الجميع لتصحيح المفهوم والممارسه من الجميع وان نبتعد عن الرسائل التقليديه الممله في التوعيه، وان نستغل بعض الشخصيات المشهوره سواء علي المستوي الرياضي او التعليمي او غيره ، خصوصا ان التوعيه المعنيه لفئه الشباب اصحاب الممارسات المراهقه، لذا يجب من الجهه المعنيه ان تستغل هذا لتفعيل الرساله السليمه المؤثره.

Comments

عاجل