المحتوى الرئيسى

وصفة حزب الدعوة في العراق

08/01 12:47

عبر أكثر من عشر سنوات من حكمه في العراق صار مؤكدا أن حزب الدعوة نجح في تركيب واحدة من أكبر مكائن الفساد في العالم، بل قد تكون أكبرها على الأطلاق.

حكمَ حزب الدعوة كما لو أن العراق لم يكن موجودا.

لقد وهب الأميركان الحزب المذكور الحق في التصرف بأموال العراق من غير أن يلزموه بواجب خدمته أو تصريف شؤون مواطنيه. وهو ما سمح لقيادة الحزب المذكور بالتصرف بأموال العراق التي فاقت الترليون دولار (خلال ثمان سنوات فقط) بالطريقة التي تخدم الحزب.

وكما يبدو فإن العراق قد وهب ثروته إلى حزب الدعوة إلى الأبد.

فعن طريق القوانين التي سنها نوري المالكي وخلفه حيدر العبادي فإن أعضاء حزب الدعوة سيبقون متمتعين بامتيازاتهم المهولة التي لن تخضع للمراجعة القانونية في ظل عجز العراقيين عن إحداث التغيير السياسي الحقيقي.

لقد تمتع بموجب التشريعات التي سنها المالكي والعبادي عراقيون من أعضاء حزب الدعوة بحقوق تقاعدية مبالغ فيها بالرغم من أن أحدا منهم لم يخدم يوما واحدا في الدولة العراقية كما تم تعويضهم ماليا تحت شعار الخدمة الجهادية عن السنوات التي قضوها مرفهين في الغرب وهم يتمتعون بحقوق الرعاية الاجتماعية.

بالنسبة للمحتل الأميركي كانت وصفة حزب الدعوة هي الوصفة الأشد ذكاء لتدمير مستقبل العراق وضمان بقاء غالبية سكانه تحت خط الفقر.

فالحزب الذي غادرت كوادره العراق في سبعينات القرن الماضي لا يحمل شيئا من الود للشعب العراقي متخندقا وراء نزعة طائفية هي في حقيقتها مجرد شعار لإثارة الفتنة والتحريض ضد المواطن الآخر غير أن تلك النزعة لا تلخص موقفه الكامل من الشعب العراقي.

فالوضع الرث والمزري الذي تعيشه المدن ذات الغالبية الشيعية يؤكد أن الحزب الحاكم بقوة أميركية وحماية إيرانية كان قد حرص على أن يحتكر أفراده وحدهم التمتع بثروات العراق.

هل هي صدفة أن يسلم المحتل السلطة لحزب ناقم على العراقيين؟

الحزب الذي عُرف بتاريخه الإرهابي وميله إلى استعمال العنف ضد خصومه، أفرادا أو مؤسسات وقد كان سباقا في مجال تنفيذ العمليات الانتحارية الفردية وتفخيخ السيارات لم تكن منطلقاته النظرية تنص على ضرورة السعي في اتجاه بناء دولة المواطنة التي تستند إلى مبادئ القانون.

وهو في ذلك يلتقي مع جماعة الاخوان المسلمين التي تشكل نظرية مفكرها سيد قطب في الولاء والبراء مرجعا أساسيا له.

وكأي جماعة دينية متطرفة فإن الإنسان بحقوقه لا يشكل كائنا منظورا بالنسبة للحزب الذي أوهم الآخرين باستناده إلى الحق الإلهي.

لذلك كان متوقعا منه أن يحكم العراق بطريقة متشددة لا تهدف إلا خدمة مصالحه القائمة على أساس انتهاز الفرصة للاستيلاء على ثروات العراق باعتبارها حقا كان مؤجلا. لذلك نظر حزب الدعوة إلى العراق كونه غنيمة حرب.

حين سُئل أحد قادة الحزب مؤخرا عن سر تعدد مصادر التحويلات التي تصل إلى حسابه المصرفي أجاب ضاحكا "إنها حقوق الأئمة" وهي حقوق لا تكفي ثروات العراق لإدائها.

Comments

عاجل