المحتوى الرئيسى

النظام وروسيا يهددان باجتياح ريف حماة الغربي

03/03 07:53

يسعى النظام السوري، بدعم مباشر من روسيا إلى استعادة قرى وبلدات ريف حماة الغربي المحاذية للمناطق الموالية له، مهدداً سكان هذه المناطق باجتياحها عسكرياً إذا لم يوافقوا على العودة إلى "حضن الوطن"، في إطار ما يسميه "مصالحات وطنية". وهو ما يشّكل خرقاً جديداً من جانب روسيا لاتفاق "خفض التصعيد"، الذي يشمل هذه المناطق على غرار الخروق الأخرى في إدلب والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي.

وعقب تهديدات أطلقتها روسيا ضد هذه المناطق، حاولت قوات النظام، أمس الجمعة، التقدم بالفعل إليها، إلا أن الفصائل المسلحة المحلية أحبطت الهجوم، وسيطرت على نقطتين لقوات النظام على محور قرية السرمانية بسهل الغاب غربي حماة، وذلك عقب هجوم معاكس على مواقع النظام بالأسلحة الثقيلة في محيط القرية. وقد بادرت قوات النظام للهجوم على محاور السرمانية وكبانة والكم والزكاة بالمدفعية الثقيلة في محاولة منها للتقدم.

وذكرت "هيئة تحرير الشام" أنها "تصدّت لمحاولة النظام التقدم على السرمانية"، وشنّت بعد ذلك هجوماً عكسياً على مواقعه في المنطقة، تمكنت من خلاله من السيطرة على نقاط عدة.

من جانبها، أفادت مصادر النظام بأن "قواته أحبطت تسلل مجموعة مسلحة من محوري دوير الأكراد وجبل التركمان، باتجاه تل الجعفر القريب من بلدة السرمانية بريف حماة الغربي، موقعة في صفوفهم عددا من القتلى والجرحى". وسبق لقوات النظام وروسيا أن أمهلت فصائل المعارضة في منطقة قلعة المضيق بريف حماة 48 ساعة لتسليم المنطقة، مهددة باقتحامها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ إن لم تنسحب منها.

وتداولت وسائل إعلام تابعة للنظام، أمس الخميس، أن "قوات النظام طلبت من أهالي مناطق جبل شحشبو وقلعة المضيق وسهل الغاب تسليم قراهم سلميا، وإلا فإنها ستقوم بعمل عسكري".

قوات "غصن الزيتون" تسيطر على قرى وتلال في عفرين

وقالت مصادر محلية إن "سلطات النظام استدعت قبل أيام بعض الشخصيات المحلية في سهل الغاب وجبل شحشبو وتل هواش وكفرنبودة، إلى قرية صقلية الموالية للنظام في ريف حماة الغربي بحضور ضابط روسي برتبة عالية، ورؤساء الأفرع الأمنية بحماة. وناقش الحضور إمكانية إقناع أهالي المناطق المحررة بريف حماة الغربي، ويبلغ عددها حوالي 20 قرية، إضافة إلى قلعة المضيق وبلدة كفرنبودة بإجراء مصالحة وطنية مع النظام، لكن هؤلاء أبدوا عدم قدرتهم على إقناع الفصائل بذلك، ما دفع الضابط الروسي إلى التلويح باستخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك".

في حال أراد النظام القيام بعمل عسكري ستتصدى له الفصائل

" من جهتها، أعلنت فصائل المعارضة الموجودة في المنطقة جهوزيتها للتصدي لأي هجوم محتمل لقوات النظام على مناطق جبل شحشبو وسهل الغاب وقلعة المضيق، مؤكدة في الوقت نفسه عدم وجود أي اتفاق مع النظام لتسليمه هذه المناطق. وقال "جيش النصر" التابع للجيش السوري الحرّ، إن "النظام السوري يبحث من خلال تهديده بشن هجوم على مناطق تسيطر عليها الفصائل في حماة، عن أي انتصار بعد الخسارة التي تلقاها في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق". وأضاف المتحدث العسكري باسم "جيش النصر"، الملازم أول أبو المجد الحمصي، في تصريح لوكالة "سمارت"، أنهم "تواصلوا مع جميع الفصائل في المنطقة للتنسيق في حال حصل أي هجوم"، مؤكداً أنهم "لن يسلموها لقوات النظام".

بدوره، قال قائد "الفرقة الأولى مشاة"، النقيب عبد الجبار عباس، إن "المعارك كانت متوقفة في تلك المناطق لوجود كثافة سكانية فيها، باعتبارها المناطق الوحيدة التي تعتبر آمنة في حماة، ما دفع الفصائل لتحييدها عن القتال". وتابع أنه "في حال أراد النظام القيام بعمل عسكري ستتصدى له الفصائل ولن تسمح له بتهجير المدنيين". أما قائد "الفرقة 314" رائد عليوي، فقد أشار إلى أن "الفصائل ستشكل غرفة عمليات حول الأمر"، مؤكداً "استحالة تسليم هذه المنطقة للنظام".

باريس وواشنطن "لن تتسامحا" بشأن استخدام الكيميائي في سورية

من جهته، قال القيادي في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور في تصريحات لوسائل إعلام، إنهم "مستعدون للمشاركة في صدّ أي هجوم تقوم به قوات النظام والمليشيات على أي منطقة في أماكن انتشارهم بريف حماة"، معتبراً أن "العملية برمتها هي تهديد روسي بتدمير المنطقة فوق رؤوس ساكنيها، إذا لم تستسلم للنظام وتسمح للمليشيات والشبيحة بدخولها من دون قتال".

Comments

عاجل