المحتوى الرئيسى

كيف ستتأثر أسهم جوجل ببرامج حجب الاعلانات

 

كان أداء سهم شركة ألفابت أو جوجل سابقا، مميزا جدا خلال الشهرين الماضيين فقد ارتفع بأكثر من 21% منذ نهاية شهر مارس/آذار الماضي، ليصل إلى مستوى 980 دولار للسهم، ويقترب أكثر فأكثر من المستوى 1000 دولار لتلتحق بشركة أمازون التي تخطت أسهمها هذا المستوى في السابق.

هذه الارتفاعات القوية جاءت بعد أن أعلنت شركة ألفابت عن تحقيق أرباح قوية فاقت توقعات المحللين وشركات السمسرة خلال الربع الأول من عام 2017، ومع وجود سعر السهم في أعلى مستوياته التاريخية تلقى فريق الثيران(المشترين) مفاجأة بعد أن أعلنت جوجل عن إطلاق خدمة جديدة في متصفح الإنترنت "كروم" الخاص بالشركة لحجب الإعلانات المزعجة على الرغم من أن 89% من عائدات الشركة مصادرها إعلانات الإنترنت.

آخر مرة شهد فيها قطاع الإعلانات في الأنترنت حدثا كبيرا مثل هذا، كان في سنة 2015 عندما أعلنت شركة آبل عن سماحها للمطورين بإضافة حاجب الإعلانات في أنظمة التشغيل الخاصة بها في ذلك الوقت انخفضت أسهم جوجل لأكثر من 5% في يوم واحد حسب بيانات منصة  UFX (يو اف اكس ) لتداول .

 

وبإضافة خاصية حجب الاعلانات هذه تبدو جوجل وكأنها تعمل ضد مصالحها الخاصة، ولكن إذا ما تعمقنا أكثر ورجعنا إلى تاريخ الشركة وسياستها السابقة يمكن أن نرى صورة أخرى مغايرة تماما.

الهدف الأساسي لشركة جوجل هو توفير أفضل تجربة استعمال لمتصفح الإنترنت أو المستهلك وكل منتجات الشركة تركز على هذه القاعدة.

 

ولتحقيق هذا الهدف فإن الشركة عن طريق حاجب الإعلانات هذا سوف تقوم بحجب الإعلانات المزعجة فقط، التي تحددها منظمة "التحالف من أجل إعلانات " والتي تضم العديد من الشركات ومؤسسات النشر على الإنترنت ومن بينها جوجل.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي تتخدد فيها شركة جوجل إجراءات متشددا كهذا ففي عام 2012 قامت الشركة بإقصاء الآلاف من الناشرين من برنامج أدسنس بسبب اعتمادهم على بعض الممارسات التي صنفت شركة أنها غير مقبولة، وتعود بالضرر على المعلنين والمستهلكين على حد سواء. وعرفت هذه الواقعة باسم "مؤامرة أدسنس" لأن الكثير من الناشرين المقصيين اتهموا الشركة بسرقة أموالهم.

 

برامج حجب الإعلانات ليست بدعة محدثة من جوجل، فالمئات من هذه البرامج موجودة فعلا على الإنترنت وهي سوق تنمو باضطراد، وحسب آخر الدراسات فإن هذه البرامج موجودة على 26% من الحواسب المكتبية و15% من الهواتف الذكية.

 

ومن الواضح جدا أن جوجل تريد الدخول إلى هذا السوق والسيطرة عليه، فعلى عكس البرامج الأخرى التي تقوم بحجب كل الاعلانات دون تمييز، سوف يكون بمقدور جوجل التحكم أكثر في نوع الإعلانات التي سوف سيتم حجبها بما يخدم مصالح الشركة ولا يتعارض مع تجربة المستعمل كما حددتها منظمة "التحالف من أجل إعلانات أفضل".

 

كيف سوف سيؤثر هذا البرنامج على أسهم الشركة؟

 

إذا نظرنا إلى التاريخ فالاحتمال الأكبر أن يكون التأثير إيجابيا، فبعد أن قامت آبل في 2015 بسماح للمطورين بإضافة برامج حجب الإعلانات على منصاتها إرتفع عائدات جوجل من الإعلانات بأكثر من 20% في الفترة التالية.

شركة جوجل تعي جيدا أن تجربة استعمال سيئة سوف تؤدي في النهاية إلى انخفاض العائد على الاستثمار بالنسبة للمعلنين وبالتالي عائدات الشركة. لذلك فإن هذا البرنامج من المرجح أن يكون في فائدة جميع الأطراف، سواء المستهلكين أو المعلنين أو الشركة وأسهمها.

 

 

Comments

عاجل